نسبة تدوير النفايات في عمان تقارب الصفر

Posted by

كشفت أرقام إحصائية أخيرة صادرة عن أمانة عمّان الكبرى أن معدل إنتاج الفرد اليومي من النفايات بلغ نحو 980 غرام. في حين وصل حجم النفايات الواردة إلى مكب الغباوي عام 2016 إلى نحو مليون و340 ألف طن مقارنة بمليون و550 ألف طن متوقعة عن العام الحالي 2017 .

وأوعز مدير الدراسات والتخطيط البيئي في أمانة عمّان الكبرى المهندس عمر عربيات أسباب ازدياد حجم النفايات خلال فترة الصيف مقارنة مع فصل الشتاء إلى عودة المغتربين لربوع الوطن وإزدياد المناسبات المختلفة.

من جهته، قال رئيس قسم المتنزهات في أمانة عمّان الكبرى المهندس أمجد فاخوري إن حجم النفايات المتنزهين يوم الجمعة في متنزهي عمّان وغمدان يتراوح ما بين 8 إلى 10 أطنان، مقارنة بنحو 11 طن حجم ما يُخلفه رواد المتنزهين المذكورين خلال عطلة عيد الأضحى المبارك .

وأشارت الإحصائية إلى أن حجم النفايات التي تم تدويرها عام 2016 وحتى الرُبع الأول من العام الحالي 2017 بلغت نحو 16 طن فقط بنسبة تقارب الصفر من الإنتاج الإجمالي للنفايات في عمّان.  علماً أن محافظة العاصمة ترتبط بمكبٍ واحد للنفايات يقع في منطقة الغباوي، وهو الوحيد الذي يشهد تدوير النفايات من خلال تعاون أمانة عمّان الكبرى مع مصنع “تدوير” النفايات.

ومازال مفهوم تدوير النفايات وما يترتب عنه من فوائد، غير راسخ في وعي المجتمع الأردني ولدى الجهات المعنية في القطاعين العام والخاص.

وبحسب نائب الرئيس التنفيذي لشركة “تدوير” نمر عوضي فإن التدوير يساهم في المحافظة على البيئة “الهواء والتربة والمياه الجوفية” ويزيد من فرصة التصنيف العالمي للأردن بيئياً. إلى جانب تقليل حجم الاستثمار الذي تبذله الأمانة والبلديات في شراء الأراضي وتجهيز الخلايات وتبطينها، ناهيك عن خلق فرص عمل للشباب المحلي ” فمشروعنا سيخلق نحو 250 فرصة عمل”.

وأضاف عوضي أن عملية التدوير ستساهم في زيادة حجم الصادرات من المواد الصلبة من جهة، وفي تقليل نسبة الواردات من خلال توفير المواد الأولية البديلة للصناعات المحلية بأقل الأسعار من جهة أخرى.

وأشار إلى إن مشروع فرز النفايات وتدويرها هو مشروع نواه لمشاريع مُكملة كبرى في مجال الطاقة البيئية سواء لتوليد الكهرباء من غاز الميثان أو لاستخلاص الديزل من النفايات ” البيوديزل”.
وفيما يتعلق بالمعيقات التي تواجه عملية تدوير النفايات محلياً، أشار عوضي إلى أن أهم المعيقات تتمثل في سوء تعامل  واستخدام  المواطنين لحاويات فرز النفايات، إضافة إلى نشاطات الجماعات المتخصصة في “نبش الحاويات” وخصوصاً الأطفال منهم دون أن يدركوا خطورة ذلك على صحتهم وسلامتهم العامة.

كما أن القوانين والتشريعات المحلية لا تساعد المستثمرين في هذا القطاع بالحصول على التراخيص اللازمة لهذه المهنة. وأخيراً فإن ثقافة العيب لها دور فاعل كمُعيق خصوصاً أن قوانين وأنظمة وزارة العمل لا تسمح للمستثمرين باستقدام الأيدي العاملة المتخصصة في هذا المجال.

من جهته، قال الدكتور المهندس شادي مقبل من كلية الهندسة في الجامعة الأردنية إن حجم النفايات الكبير الناجم عن المواطنين جعل هناك حاجة مُلحة لإعادة تدويرها والاستفادة منها، حيث أن تراكمها وما ينتج عنها من عُصارة يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية. وأوضح أنه لا يوجد ضمانات لعدم التلوث إلا أن محاولات عدة تُبذل للحد من التلوث البيئي والتربة.

وأضاف أن هناك توجهاً لاستخدام الطمر الصحي للحد من هذا التلوث، تقوم فكرته على تجهيز الأرض وضمن ظروف وقوانين محددة ببطانة بلاستيكية تُفرد عليها تحول دون دخول العصارة إلى التربة ومنها إلى المياه الجوفية، أو من خلال الطين الصناعي لعمل طبقة عازلة تمنع تلوث المياه الجوفية بالعصارة.

وفيما يتعلق بالجانب الأكاديمي، أشار الدكتور مقبل إلى إن السوق المحلي بحاجة إلى تخصصات جامعية في مجال إدارة النفايات والبيئة. مبيناً أن ما هو مطروح حالياً يندرج تحت مُسمى “هندسة البيئة” التي هي جزء من الهندسة المدنية ولا علاقة لها بالتدوير وإعادة التدوير كنظرة إلى تخصص قائم بحد ذاته.

وأكد الدكتور مقبل على أن وزارة البيئة تعمل بشكل فاعل مع أمانة عمّان الكبرى وبعض البلديات المحلية على “برامج لإعادة التدوير وإدارة النفايات ومعالجة الخطرةمنها، إلا أنهم يواجهون بعض المعيقات بمختلف القطاعات”.

عامل فرز النفايات الوافد “سيد” الذي يعمل في هذه المهنة منذ خمس سنوات، أشار إلى أن الشباب الأردني يعزف عن العمل بهذه المهنة أو قد لا يستمر فيها بعد تحمسه وإنخراطه بها لمدة قد لا تتجاوز العشرة أيام، مؤكداً أن عملية الفرز تحتاج إلى صبر.

وأوضح “سيد” أن المواد الأولية للنفايات لا تحتوي على مواد خطرة، وأن العاملين يراعون قواعد السلامة العامة في العمل من حيث اللباس والإجراءات العملية كاملة.

وبحسب الاحصائيات البيانية فقد سجلت العاصمة عمّان في عام 2014 أعلى معدل لحجم النفايات الناجمة عن السكان حيث بلغت نحو 1721367 طن وانخفضت إلى نحو 954687 طن عام 2015. في حين شهدت وتيرة معتدلة الارتفاع منذ عام 2007 حتى 2013.
ومن المفارقات أن عدد عُمال النظافة نسبة إلى حجم سكان العاصمة البالغ عدهم 4 مليون نسمة، بلغ 4240 عامل نظافة.

وبحسب خارطة حجم انتاج النفايات في عمّان، فإن وسط العاصمة عمّان سجل أعلى معدل لحجم النفايات الصادرة عام 2015 حيث بلغت 277450 طن تلاها على التوالي شمال عمّان، شرق عمّان، غرب عمّان، جنوب عمّـان .

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *