بالأرقام: لماذا ودّع النشامى كأس آسيا مبكراً ؟!

Posted by
عمرو حنون – علي شاهين – هشام اللحام

لم يكن خروج المنتخب الأردني سهلاً على الشارع الرياضي، الذي حتى وإن انخفضت أسهم تفاؤله قبيل بداية البطولة بعد وضع النشامى في المستوى الرابع أثناء القرعة، لكنها سرعان ما ارتفعت مع أول 90 دقيقة بالتفوّق على حامل اللقب الكنغر الأسترالي، قبل أن يفاجئ شقيقه السوري بانتصار مستحق بهدفين، ويتصدر مجموعته دون أية هزيمة ودون اهتزاز شباكه في دور المجموعات للمرة الثانية في تاريخه (2004) بعد تعادله سلبياً مع نظيره الفلسطيني في آخر المباريات.


أسباب عديدة طُرحت في وسائل الإعلام المختلفة حول الإخفاق في هذه البطولة بعد توديعها من دورها الثاني في سيناريو يتكرر للمرة الثانية بعد (2004) ضد اليابان، وبركلات الترجيح أيضاً، فمنها من حمّلت المدرب المسؤولية بعدم إراحة التشكيلة الأساسية في المباراة الأخيرة ضد فلسطين، خاصةً أن المنتخب كان قد ضمن صدارة المجموعة، ومنها من حمّل اللاعبين المسؤولية بعد ظهورهم بمستوى متواضع ضد فيتنام حديثة العهد في كرة القدم الآسيوية، رغم تصريحات المدرب البلجيكي فيتال بوركلمانز الذي كان قد أكد مراراً وتكراراً على صعوبة اللقاء ضد منتخب يتمتع بالسرعة رغم افتقاره للقوة البدنية والأطوال الفارعة.

https://cdn.knightlab.com/libs/timeline3/latest/embed/index.html?source=1Dsz7QL_Q6aL_BpqkblMt2WDLtFtQ8kjSGACNtCiHcUk&font=Default&lang=ar&initial_zoom=2&height=650

والتقرير التالي يسلّط الضوء على أسباب الخروج “بالأرقام” واستناداً لحقائق تكتيكية رقمية:

فشل المنتخب في السيطرة على الاستحواذ في لقائه ضد فيتنام واكتفى بـ42% منه، ورغم أنه لم يكن الطرف الأفضل في الاستحواذ في المباراتين الأولين لكنه لم يستثمر 15 كرة عرضية نفذها خلال مواجهة فيتنام منها 3 صحيحة فقط، على عكس ما حدث في أول لقائين اذ سجل 3 أهداف من كرات عرضية “اثنتان” منها بضربات رأسية رغم تفوق الدفاع الاسترالي والسوري من ناحية الأطوال داخل منطقة الجزاء.

وفشل لاعبو النشامى في ترجمة 22 لمسة داخل منطقة الجزاء لأهداف باستثناء تسديدة بهاء عبدالرحمن والتسجيل من كرة ثابتة أمام منتخب تتركز نقطة ضعفه في الدفاع داخل المنطقة.

المنخب الأردني في مباراة فيتنام (كاس اسيا 2019)

ولا يقتصر الأمر على عدم صحة العرضيات أو عدم استثمار الوصول المتكرر لمنطقة الجزاء، بل يتعداه ليصل لأن المنتخب لم ينجح سوى في نصف تمريراته تقريباً بالثلث الأخير (56%)، علاوةً على فشله في 34 % من التمريرات في نصف ملعب فيتنام وعدم نجاح الحلول الفردية في اختراق الدفاعات الفيتنامية التي أبطلت 15 مراوغة من إجمالي 21 نفذها لاعبو النشامى.

في المقابل فإن المنتخب الفيتنامي سجل من كرة عرضية للمرة الأولى في البطولة وهز شباك عامر شفيع التي صمدت 340  دقيقة تقريباً.

ثلاثي بدون أنياب

وأثار قرار المدرب بوركلمانز بتبديل الثلاثي الهجومي “ياسين البخيت، موسى التعمري ويوسف الرواشدة” سخط الجماهير الأردنية، لكن الأرقام تثبت عكس ذلك اذ فشل الثلاثي في اختراق الدفاعات الفيتنامية بالحلول الفردية العقيمة.

نسبة مراوغات الثلاثي الهجومي لمنتخب الاردن في مباراة فيتنام

اعتماد الدولي البلجيكي الأسبق على الأطراف وبالتحديد الثنائي التعمري والبخيت وعدم نجاحهما في أداء هذا الدور يعتبر أبرز أسباب فشل المنتخب الأردني في الوصول للمرمى الفيتنامي سوى من ضربة حرة غير مباشرة، كما أن التعمري مرر تمريرتين فقط للرواشدة فيما لم يمرر له البخيت أية كرة، بل أن الرواشدة هو من مرر للبخيت 6 مرات أي بعيداً عن المرمى وباتجاه الرواق الأيسر.

ورغم هذه الأرقام التي توضح الخلل الحقيقي، إلا أن المدرب فيتال دافع بشراسة عن لاعبيه رافضاً اعتبار أي منهم هو السبب، مكتفياً بلوم الحظ وعدم التوفيق في المباراة الأخيرة.

ومع خروج النشامى وعودتهم لعمّان، التزم الاتحاد الأردني لكرة القدم الصمت حيال مستقبل المنتخب، قبل أن يعلن عن تجديد ثقته بالمدرب بعقد لـ4 سنوات، يهدف من خلال ضمان الاستقرار الفني والاستعداد لتصفيات كأس العالم 2022 في قطر، إضافةً إلى أن هذا القرار يعتبر مؤشراً يحمل في طياته تحميل مسؤولية إخفاق البطولة لللاعبين وليس المدرب.

ولعل العودة لأرشيف مدربي النشامى يبرز أهمية الاستقرار الفني اذ لم يحقق المنتخب نتائج مميزة سوى بإشراف مدربين لعدة سنوات كما حدث مع الراحل المصري محمود الجوهري والعراقي عدنان حمد، اذ احتل النشامى مراكز متقدمة في تصنيف الفيفا مع كل مرحلة استقرار فني.

تحتوي هذه الصورة على سمة alt فارغة; اسم الملف هو ترتيب-المنتخب.jpg
تصنيف المنتخب الأردني من قبل الفيفا منذ عام 1993

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *