تسع سنوات من اللجوء.. ماذا بعد؟

Posted by

معهد الإعلام الأردني | روزان القيسي وليث أبوطالب


“كان طموحي كمل دراسة بس الظروف ما ساعدتني”، تقول أسيل، لاجئة سورية بشكل غير قانوني تعيش مع اسرتها المكونة من ام وأب مقعد وثلاث أخوات تصغرها سنناً، في احد أحياء عمان الفقيرة في منطقة المريخ.

وتضيف، مضطرة أن اصبر على ساعات العمل الطويلة وأن أرضى بهذا الأجر الزهيد لأساعد عائلتي بتحمل جزء من أعباء هذه الحياة ولأدخر مبلغاً من النقود لأعود لإكمال دراستي مستقبلاً، لأني لم أكن اتخيل يوماً أن يكون هذا هو مستقبلي، وسأحاول العمل جاهدةً على تغيير هذا الوضع، لكن هذا سيأخذ مني الكثير من الوقت.

أسيل البالغة من العمر ٢١ عاماً، تعمل في محل (لتأجير فساتين السهرة) في منطقة مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينين، وتعتبر نفسها محظوظة أنها استطاعت الحصول على هذا العمل لتساعد عائلتها، وتقول انها تبدأ بالعمل منذ الساعة التاسعة صباحاً وحتى التاسعة ليلاً وتتقاضي راتب ١٥٠ دينار اردني، في حين ان زميلاتها ممن يعملن في نفس المهنة في المحال المجاورة يتقاضين رواتب بمعدل ٣٠٠ -٣٥٠ دينار، وتبرر ذلك بقولها ” لأني سورية وما معي تصريح عمل، صاحب العمل مستفيد وانا مضطرة “، وتضيف أبي في هذه الفترة لا يستطيع العمل، فقد حاول مراراً قبل ذلك وعمل في محال البقالة لكن أصحاب العمل سرعان ما يطلبون منه ترك العمل ولا يتقبلون عمله لأنه مقعد وصعوبة حركته توثر على سير عمله بشكل جيد، وتذكر ان اصابته وسبب إعاقته جراء انفجار قذيفة في بيتهم اثر الحرب على سوريا ، وهذا كان السبب الرئيسي للجوئهم الى لأردن وترك كل شيئ خلفهم هناك ، كما تضيف أن امها على حد قولها تعمل في ( تلقيط الملوخية ) وتنظيف البيوت لبعض نساء الحي والأحياء المجاورة مقابل بضع دنانير، وبشكل غير مستمر وأن الإعتماد الاساسي للأسرة على راتبها، وتقول نسكن في بيت بسيط مكون من غرفتين وتوابعهما، ” راتبي لأجار البيت، واللي بتشتغل فيه امي بنصرف فيه طول الشهر”.

وتوضح أسيل أن حالها ليس أفضل ولا يختلف كثيراً عن حال صديقاتها من اللاجئات السوريات التي تعرفت عليهن خلال عملها في (السوق)، اللاتي يعملن بمهن مشابهة وساعات عمل وأجور متقاربة مما تتقاضاه.

فهذا حال الكثير من اللاجئات واللاجئين السوريين بعد مرور تسع سنوات من اللجوء، فما زالت معناتهم تزداد وتتفاقم يوماً بعد يوم، وما من حلول حقيقة تلوح بالأفق، ورغم افتتاح معبر (جابر نصيب) الحدودي منذ اربعة أشهر نتيجة اتفاق أردني سوري، وإتاحة الفرصة أمامهم بالعودة الطوعية الى بلادهم، الا ان الكثير منهم ما زالوا متخوفين ومتحفطين على العودة ويرون أن بقائهم على حالهم رغم هذه الظروف الصعبة أفضل حالاً مما ينتظرهم عند العودة الى بلادهم كما تقول أسيل، فأعداد قليلة منهم تقدر بنحو ١٣ ألف فقط من اتخذوا قرارههم بالمجازفة والعودة الى المجهول مقارنة بما يحتضنه الأردن من لاجئين سوريين يقدر عددهم بنحو أكثر من مليون لاجىء مسجلين وغير مسجلين في المخيمات وخارجها.

والتقرير التالي يوضح أعداد اللاجئين السوريين في المخيمات الأردنية بعد تسع سنوات من الحرب.


تبلغ نسبة اللاجئين في الأردن نحو ٦٧٣ ألف لاجئ، نسبة الإناث منهم ٥٠.٧٪، في حين تبلغ نسبة الذكور ٤٩.٣٪، أما نسبة الأطفال فتشكل ما نسبته ٥١.٦٪ من مجمل أعداد اللاجئين. نحو ٢٠٪ فقط من اللاجئين السوريين في الأردن يعيشون داخل المخيمات، وهنالك ما يقارب ٥١٦٠٠ لاجئ ولاجئة يعيشون في مدن وقرى الأردن خارج المخيمات، وتوجد النسبة الأكبر من اللاجئين في مخيم الزعتري الذي يضم نحو ٨٠٠٠٠ لاجئ ولاجئة اذ يعد أكبر مخيمات اللاجئين في الأردن، ويليه مخيم الأزرق الواقع في محافظة الزرقاء الذي يضم نحو ٥٤٠٠٠ لاجئ ولاجئة ،ثم مخيم الركبان الحدودي الذي يضم نحو ٤٠٠٠٠ لاجئ ولاجئة ويقع المخيمان في محافظة المفرق في شمال الأردن، والمخيم الإماراتي الاردني مريجب الفهود الذي يقع على بعد ٢٢ كلم شرق الزرقاء ويضم ٧٥٠٠ لاجئ ولاجئة.

والخريطة التالية توضح توزّع اللاجئين السوريين في المخيمات اللجوء الأردنية.

ان معظم اللاجئين السوريين في الاردن قدموا من عدة محفظات ومناطق منكوبة جراء الحرب أهمها، محافظة درعا وقراها التي جاء منها أكبر عدد من اللاجئين الى الأردن ويقدر بنحو ٢٢٥ ألف لاجئ، ثم تليها محافظة حمص بنحو ١٠٠ الف لاجئ، يليها ريف دمشق بما يقدر بـ ٧٦ الف لاجئ، ثم دمشق وحلب بـ ٤٩ لاجئ، بحسب احصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن.

والرسم البياني التالي يوضح الفرق بين أعداد اللاجئين القادمين من كل محافظة.




نحو ١٣ مليون سوري نزحوا منذ اشتعال الصراع في عام ٢٠١٢، وهو ما يمثل حوالي٦٠٪ من عدد السكان قبل الحرب، وهي نسبة نزوح لم تشهدها دولة من قبل خلال العقود الأخيرة.

أكثر من ستة ملايين و300 ألف سوري ، أي حوالي ٤٩٪ من عدد المهجرين قد نزحوا داخلياً، لكن هذه النسبة تغيرت خلال السنوات الأخيرة مع عودة مئات الآلاف إلى ديارهم وظهور نازحين جدد، فحوالي ٧٠٠ ألف سوري نزحوا داخليا في النصف الأول من ٢٠١٧ بسبب الصراع المستمر.

كما أن العديد من البلدن المجاورة لسوريا استضافت اللاجئين عقب الحرب ابتداءً من عام ٢٠١١، وقد انقسموا ما بين مسجلين من قِبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وما بين لاجئين غير مسجلين لعدم تواجدهم داخل المخيمات بل في مدن وقرى البلدان المستضيفة.

وقد توزع اللاجئين على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على أوروبا، وأمريكا الشمالية، وأكثر من خمسة ملايين لجأوا إلى الدول المجاورة في الشرق الأوسط: تركيا (٣.٤ ملايين) ولبنان (مليون)، والأردن (٦٧٣ ألفا)، والعراق (٢٥٠ ألف لاجئ)، إذ أن هذه الدول تستضيف حوالي ٤١٪ من عدد اللاجئين السوريين المنتشرين في العالم، وأكثر من ١٥٠ ألفاً يعيشون في دول شمال إفريقيا منهم (١٣٠ ألف) لاجئ في مصر.

والخريطة التالية توضح توزّع اللاجئين السوريين في هذه المناطق.


أهم أحداث ومحطات اللجوء السوري إلى الأردن

المخطط الزمني التالي يبين أهم الأحداث والمحطات الرئيسية في اللجوء السوري الى الأردن، منذ اندلاع الحرب عام 2011 وحتى إعادة افتتاح معبر (جابر- نصيب) في تشرين ثاني 2018.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *