جدوى الاعتماد على أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية

Posted by

اعداد الطالب: براء صلاح – معهد الاعلام الاردني

نظام طاقة كهروضوئية منزلي
فيديو حول جدوى الانظمة الشمسية وبعض اجراءات تنفيذها

تتصدر الطاقة في الأردن سلم أولويات التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني في ظل الافتقار إلى مصادر الطاقة التقليدية من نفط خام ومشتقات نفطية وغاز طبيعي. ويسعى العاملون في قطاع الطاقة إلى خفض كلف استيراد المشتقات النفطية وتقليص الكميات المستوردة التي يحتاجها الأردن.

ويحاول الأردن فتح المجال للاستثمار في الطاقة المتجددة، لتعويض النقص في مصادر الطاقة، وتقليص الاعتماد على الدول الأخرى في توفير مستلزمات الطاقة، نتيجة الأعباء المالية الكبيرة التي يتحملها الأردن لاستيراده حوالي 97 % من مصادر هذه الطاقة.

وتعتبر فاتورة الكهرباء من اكثر ما يؤرق المواطن الاردني لارتفاعها نسبيا، في الوقت الذي ادت فيه التكنولوجيا الحديثة الى توفير الاجهزة الكهربائية وزيادة اعتمادية المواطن عليها، اضافة الى نسبية الامان المتواجدة فيها، فبدلا من مدافئ الكاز والغاز التي ينتج عنها غازات ضارة استبدلها المواطن بمدافئ الكهرباء واجهزة التكييف ذات الامان العالي وسهلة الاستخدام؛ الامر الذي يستدعي البحث عن وسائل لتخفيف قيمة الفاتورة الشهرية.

ومع التطور الحاصل في تكنولوجيا الطاقة الشمسية وانخفاض اسعارها مقارنة بالماضي وسن التشريعات الخاصة بها رسمياً؛ اعتبرها المواطن بديلاً مناسباً لتوفير قيمة الاستهلاك الشهري واستخدام المزيد من الاجهزة الكهربائية من اجل تحقيق راحة ورفاهية اكبر بأقل تكلفة ممكنة.

وتواجه هذا القطاع تحديات جديدة تراهن على استمرار التوجه لمثل هذه الانظمة وجدوى الاعتماد عليها، كزيادة الضرائب على مستخدميها، وعدم ادخالها ضمن التعرفة الكهربائية المدعومة.

توجه متزايد للاعتماد على انظمة الطاقة الشمسية المنزلية

وتكشف بيانات وزارة الطاقة والثروة المعدنية كما في الشكل التفاعلي التالي عن النسبة المئوية للاستهلاك القطاعي من الطاقة الكهربائية من عام 2017 وحتى عام 2021، والتي تبين ان نسبة الاستهلاك في القطاعي المنزلي والعام ( الحكومي ) تلامس سقف الـ 50 % من الاستهلاك الكلي، وتليها نسبة القطاع الصناعي 21 %، ويعود كون الاستهلاك المنزلي صاحب النسبة الاكبر ويتفوق على الاستهلاك الصناعي لان الاردن بلد غير صناعي حسب مصدر في نقابة المهندسين الاردنيين.

ويتوجه المواطنون والقطاع التجاري في الاردن الى تخفيض فاتورة الطاقة من خلال تركيب انظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية المعتمدة على اشعة الشمس في انتاج الطاقة الكهربائية والتي شكلت بديلاً لفاتورة الطاقة الشهرية.

ويقول المواطن جمال محمود من لواء الشوبك بمحافظة معان إنه قام بتركيب نظام الطاقة الشمسية منذ سنة ونصف بكلفة 2800 دينار بقدرة 5.4 كيلو واط، مؤكدا انه لا يدفع سوى المقطوعية ” المبلغ الثابت على الفاتورة “، ومبلغ الضريبة التي فرضت حديثا بقيمة دينارين عن كل كيلو واط بما مجموعه 12 دينار شهريا، بالرغم من ان لديه احمال في الشتاء كونه يستخدم ثلاثة مكيفات ومدفأة كهربائية بالاضافة الى الاجهزة الاخرى المعتادة.

 وفي حديثه يؤكد محمود انه ومع الضريبة المضافة حديثا لا يزال مستفيدا من النظام؛ فقبل النظام كان الاستهلاك عالياً في الشتاء ويصل الى 90 ديناراً شهرياً مع كونه لديه عدد اجهزة اقل سابقاً وحرصه على عدم الاستهلاك وتخفيضه من خلال استخدام الاحمال في وقت الحاجة وبالتالي عدم الحصول على التدفئة الكاملة كون منطقة الشوبك باردة نسبياً.

اما من حيث الاستهلاك بعد تركيب النظام وبحسب السيد جمال زاد الاستهلاك بعد النظام ليصل الى 2500 كيلو واط خلال الشتاء في الشهر الواحد، وان هذا الرقم اعلى من الانتاج الشهري للنظام الا ان النظام يوفر كمية مدورة من الصيف تصل حوالي 5000 كيلو واط وبالتالي الاعتماد على النظام وعدم دفع اي فرقية في الفاتورة لشركة الكهرباء.

ويلفت محمود الانتباه الى ان لواء الشوبك يتميز بسطوع شمس عالي وحرارة منخفضة الامر الذي يساعد في كونه منطقة ذات كفاءة عالية ومناسبة لاستخدام انظمة الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء وان النظام الذي يمتلكه يوفر 1000 كيلو واط خلال الشهر الواحد.

نظام الطاقة للمواطن جمال محمود – أ
نظام الطاقة للمواطن جمال محمود – ب

ويتابع محمود استهلاك الطاقة في نظامه الكترونياً من خلال تطبيق للهواتف الذكية مرتبط بالنظام توفره شركة توريد النظام، يمكن باستخدامه حساب ما انتجه النظام في اليوم او الشهر او السنة.

صورة من تطبيق الهاتف

وحول نجاح النظام يوضح محمود انه افضل مشروع قام به في عام 2021 كونه وفر عليه الكثير واصبح منزله مدفأ بالكامل واشبه بالتدفئة المركزية وانه ترك الاعتماد على مدفأة الغاز، كما ان لديه نظام سخان ماء شمسي اضاف له مقاومة لتشغيله في الشتاء بعد ان كان يعتمد على كيزر الغاز قبل تركيب النظام.

واجاب محمود عن امكانية وجود سلبيات للنظام بعد استخدامه لمدة سنة ونصف بأنه لا يوجد سلبيات ولم يشعر بتغير انتاجيته، وانه عمل على تنظيف الالواح الشمسية مرات محدودة في حال وجود الغبار الذي يؤدي الى تشكيل طبقة عازلة على خلايا النظام؛ ففي حال تراكمه واختلاطه بماء الامطار تحجب اشعة الشمس، اما في حال تساقط الثلوج فعادة يذوب الثلج مباشرة بمجرد سطوع الشمس حسب قوله.

وعن الاجراءات الرسمية للتقدم بطلب تركيب النظام لدى شركة توزيع الكهرباء لم يواجه محمود اي صعوبات تذكر، فقد جاءت الموافقة بعد ثلاثة اسابيع من تفويضه شركة الطاقة المتجددة.

وتصل القدرة التشغيلية للالواح 25 سنة مع كفالة على العاكس ” الانفيرتر ” 10 سنوات، وعدد الالواح 12 لوح؛ اخذت مساحة 20 متر مربع من سطح المنزل، حيث ينصح السيد جمال به بشدة، خاصة لمن لديه احمال عالية او رغبة بزيادة اجهزة المنزل للمزيد من الرفاهية والراحة.

ويتوجه السيد جمال في الفترة المقبلة لشراء سيارة كهربائية سعياً للتخلص من فاتورة المحروقات، مشيراً الى انه لم يتبق لديه سوى غاز الطبخ بعد تركه الاعتماد على كيزر الغاز ومدفأة الغاز.

من جانب اخر تواصل مراسلنا مع شركات توزيع الكهرباء الثلاث في الاردن الموزعة حسب الاقاليم وهي: شركة كهرباء محافظة اربد ” الشمال ” والشركة الاردنية للكهرباء ” الوسط ” وشركة توزيع الكهرباء ” الجنوب “؛ من اجل الحصول على تفاصيل اكثر ومعرفة اعداد ونسب مستخدميها خلال سنوات متتالية على مستوى المحافظات، الا ان شركة كهرباء محافظة اربد هي الوحيدة التي زودتنا بهذه التفاصيل، ويوضح الشكل التفاعلي التالي لخريطة الاردن نسب التغير في اعداد انظمة الطاقة الشمسية ” صافي القياس ” المنزلية والتجارية للمحافظات الشمالية التابعة لشركة كهرباء محافظة اربد، اذ تبين الارقام ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الاقبال على استخدامها من عام 2016 وحتى عام 2021 وفقاً للبيانات المتوفرة على التقرير السنوي للشركة.

كما يؤكد الشكل التفاعلي التالي ايضاً نسبة الاقبال على استخدام الانظمة الكهروضوئية من قبل المواطنين واصحاب المحلات التجارية من خلال الارتفاع النسبي في اعداد الطلبات المقدمة لشركة كهرباء محافظة اربد لمعاملات تركيب النظام في الفترة ما بين 2016  و 2021 حسب البيانات عبر موقع الشركة على الانترنت.

التقينا مع احد المواطنين من اقدم مستخدمي انظمة الطاقة الشمسية المنزلية المرتبطة بالشبكة وهو المهندس باسم العقاد الذي عمل مهندساً كهربائيا في السابق، اذ يقول إنه رابع شخص استخدم مثل هذه الانظمة في الاردن منذ 11 عاما وبتكلفة 12 الف دينار.

ويؤكد العقاد انه حقق عائد الاستثمار من خلال فواتير الطاقة الكهربائية في فترة ثلاث سنوات وانه يدفع فقط المبلغ الثابت شهريا حوالي خمسة دنانير، اما الان يدفع الضريبة التي فرضت حديثا ويراها غير قانونية كونها لم تكن ضمن الاتفاق الاساسي ويصفها بالجباية حسب تعبيره.

ويلاحظ العقاد تدنياً في كفاءة النظام بعد استخدام اكثر من 10 سنوات يصل الى 20 % تقريباً، قائلاً إن اي شيء يعمل بالكهرباء يتدنى عامل الكفاءة فيه مع الوقت، وانه عند مقارنة موسم بموسم كل سنة يتبين هناك فرق بسيط في الانتاجية، ففي البداية كانت انتاجيته 2000 كيلو واط ساعة اما بعد 11 عاما اصبحت انتاجيته 1700 كيلو واط ساعة.

وحول العوامل الجوية التي تؤدي لانخفاض الانتاجية قال العقاد ان الايام التي ينتشر فيها الغبار تقلل الانتاجية كما يمكن ان تقللها الايام الغائمة وهذه العوامل محدودة نسبياً وغير ملحوظة لدينا في الاردن.

وعبر العقاد عن انزعاجه من الضريبة المفروضة بقيمة دينارين عن كل كيلو واط من قدرة النظام التي وضعتها هيئة تنظيم قطاع الطاقة، وانه يدفع  الفواتير حسب فرق صافي القياس بناءا على اعلى تعرفة كون الانظمة الشمسية غير مدرجة ضمن الفئات المدعومة.

ويلفت العقاد الانتباه الى انه يجب الاخذ بعين الاعتبار توفر مساحة مناسبة للنظام على سطح المنزل بالاضافة الى الموقع المناسب للمنزل مشيرا الى ان شقيقه كان يرغب بتركيب النظام الا ان الشركة رفضت تركيبه كون الساعات الشمسية في منطقته قليلة حسب التقرير الهندسي للشركة؛ وذلك لان منزله يقع في منطقة منخفضة وشركات الطاقة تحسب عدد الساعات حسب احداثيات المنطقة بواسطة برمجيات معينة.

ويرى العقاد ان تكلفة النظام مناسبة خاصة لمن يمتلك منزلاً وان المواطن يستطيع توفير فاتورة استهلاك الطاقة لتصبح صفراً بعد ارجاع تكلفة النظام.

ويستغرب العقاد من عدم انتشار السخانات الشمسية في الاردن بشكل كافِ رغم فعاليته صيفاً وشتاءاً وتكلفته المنخفضة، كما ان يصنع محليا.

آلية عمل النظام ومكوناته

المختص بأنظمة الطاقة المتجددة المهندس جاسر الطورة يحدثنا عن تقنية الألواح الشمسية بأنها تحتوي على خلايا من مادة السيليكون، عند سقوط أشعة الشمس عليها تشكل قوة دافعة لتحريك الالكترونات وتنشيطها وبالتالي نشوء التيار الكهربائي.

ويضيف الطورة بأن اللوح الشمسي يتكون من مجموعة من الخلايا المرتبطة ببعضها على التوالي، بينما تكون مجموعة الالواح المصفوفة الشمسية التي تشكل النظام الشمسي ” نظام الطاقة الكهروضوئية “.

وحول انواع النظام الشمسي ووجود أنظمة تعمل بالبطاريات قال الطورة تقسم الانظمة في جلها لقسمين، أنظمة موصولة مع شبكة الكهرباء ”  on-grid ” تتكون من مصفوفة الالواح وجهاز العاكس ” inverter ” وكوابل وقواطع موصولة بأحمال المنزل وبالشبكة الكهربائية، والنوع الاخر انظمة مفصولة عن شبكة الكهرباء ” off-grid ” تتكون من مصفوفة الالواح وعاكس وشاحن، اضافة الى بطاريات وقواطع وكوابل موصولة بالأحمال، وغير مرتبط بشبكة الكهرباء العامة؛ فيعتمد على ذاته بشكل كامل، وهذا النوع مكلف ونسبة استخدامه قليلة تصل الى 15% من عدد الانظمة، ويقتصر استخدامه في المناطق التي لا تصلها الشبكة الكهربائية كالمضخات المستخدمة لري الاراضي الزراعية البعيدة وبعض المخيمات كالموجودة في وادي رم.

شكل توضيحي لنوعي النظام

وعن التطور الحاصل في الانظمة قال الطورة إن تقنية الخلايا الشمسية يتم تطويرها من خلال رفع كفائتها، وينعكس ذلك على كفاءة اللوح حيث يصبح اكثر انتاجا واقل مساحة، كما تتطور صناعة العواكس بالتزامن مع الالواح.

اما عن ما يسمى بأنظمة العبور يبين الطورة بأنها تختلف عن انظمة ” صافي القياس ” المرتبطة مباشرة على سطح المنزل او بجانبه اذ تكون الالواح في انظمة العبور في مكان يختلف عن موقع المنشأة المزودة بالطاقة؛ فمثلا المستشفى الاسلامي في عمان يستخدم نظام طاقة شمسية تم انشاؤه في منطقة القطرانه وتنقل الطاقة للمستشفى من خلال ربطها مع الشبكة الكهربائية وتعمل بها شركات الطاقة الكبيرة، وتُدفع اجرة نقل الطاقة لشركات توزيع الكهرباء.

ويؤكد الطورة ان هذه الانظمة تحافظ على البيئة ولا يصدر عنها اي ضجيج ولا ينشأ عنها اي مخلفات كثاني اكسيد الكربون او تسرب اشعاعي كما في الطاقة النووية وتعتبر امنة نسبياً.

ولفت الطورة الى ان اهم اسباب انتشارها في الاردن وزيادة شعبيتها يعود الى انخفاض تكلفة تكنولوجيا الطاقة الشمسية، اضافة الى التشريعات الرسمية التي شجعت الاعتماد عليها كمصدر موثوق للطاقة، وانها سريعة الانشاء والاصلاح.

وعن ايجابيات وسلبيات الانظمة الكهروضوئية يقول الطورة إن من ايجابياتها ان وقودها مجاني وهو ضوء الشمس وتحتاج صيانة قليلة للمحافظة على ديمومتها كالتنظيف، ويتوفر انواع من الالواح صالحة للاستخدام لعشرات السنين، فيما تنحصر سلبياتها في الحاجة لمساحات مناسبة لانشائها، كما ان تزويدها بالطاقة يعتمد على معدل ظهور ضوء الشمس فوق الارض.

نسبة الاشعاع الشمسي في الاردن

ويبين الطورة بأن الاردن يعتبر من الاماكن المناسبة لانشاء الانظمة الشمسية ويشكل مناخ البحر المتوسط بيئة مناسبة وحرارة جيدة لكفاءة الانظمة، اضافة الى وقوع الاردن ضمن ما يسمى بالحزام الشمسي، اذ يوضح الشكل في الاعلى الاماكن ذات اللون الداكن التي يكون فيها السطوع مرتفعاً خاصة في الجنوب في محافظتي معان والعقبة.

ويتابع الطورة بأن الحرارة في محافظة معان اكثر ملائمة من العقبة كون عامل الحرارة مهم جداً في كفاءة الانظمة ويتناسب عكسياً معها؛ فكلما انخفضت الحرارة ارتفعت كفاءة الانظمة بينما يكون الامر مختلفاً مع السطوع الشمسي الذي يزيد من كفاءة النظام في حال زيادة نسبته.

وحول المخاطر التي يتعرض لها النظام قال الطورة إن بعض الانظمة تعرضت للسقوط وتطايرت الالواح الخاصة بها بسبب شدة الرياح، الامر الذي يمكن تفاديه من خلال تصميم زاوية ميلان الالواح حسب سرعة الرياح في المنطقة ومطابقة معدات النظام وقواعده للمواصفات الآمنة.

عداد صافي القياس

ويظهر في الصورة السابقة عداد صافي القياس الذي يقيس قراءة التيار الكهربائي باتجاهين في الانظمة المرتبطة بالشبكة، فعند توليد النظام للطاقة يذهب الفائض منها لشبكة الكهرباء وعند حاجة النظام للكهرباء ليلاً يتزود بها من الشبكة الكهربائية؛ فيحسب هذا العداد الفرق بين القرائتين.

فاذا استهلك المواطن ما يفوق انتاجه يدفع فرقية الفاتورة بينما اذا انتج ما يزيد عن حاجته يُدور رصيده الى اشهر لاحقة.

حجم الاستثمار ومعوقات انتشار انظمة الطاقة الشمسية

يظهر الشكل التفاعلي التالي عدد الانظمة الكهروضوئية ” صافي القياس ” في الاردن تراكمياً من عام 2013 وحتى عام 2021 وفقاً لإحصائيات هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن، والذي يظهر ارتفاعاً ملحوظا في اعداد مستخدميها، والذي بلغ حتى نهاية عام  2021 قرابة 35 ألف نظام للمشتركين من أصل 2 مليون مشترك لدى شركات الكهرباء.

كما يظهر الشكل التالي اعداد الانظمة في الفترة بين 2013 و2021 موزعة حسب شركات توزيع الكهرباء الثلاث في الاردن، وهي شركة كهرباء محافظة اربد التي تشمل محافظة اربد وعجلون وجرش والمفرق، وشركة الكهرباء الاردنية التي تغطي العاصمة عمان والبلقاء والزرقاء ومأدبا، واخيراً شركة توزيع الكهرباء وتضم محافظات الجنوب وهي العقبة ومعان والطفيلة والكرك بالاضافة للأغوار.

اذ يلاحظ من خلال الشكل ارتفاعاً في اعداد مستخدمي الانظمة بشكل عام في الاردن وبشكل خاص في محافظات الشمال والوسط ذات الاكتظاظ السكاني.

وبلغ مجموع قدرات الانظمة المرتبطة بالشبكة الكهربائية حسب نظام صافي القياس على مستوى الاردن 425 ميغا واط ساعة في نهاية عام 2020.

ويظهر الجدول التالي عدد الطلبات المقدمة لترخيص شركات الطاقة المتجددة في القطاع الخاص من عام 2016 حتى حزيران من العام الحالي حسب بيانات هيئة تنظيم قطاع الطاقة المتجددة.

عدد الطلبات المقدمة لترخيص الشركات العاملة في الطاقة المتجددة (2017 – 2022 )
العامعدد الطلبات
201726
201851
201945
202051
202131
20226/38
المصدر: هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن

وبلغ عدد شركات الطاقة المتجددة قرابة 482 شركة يتخصص 90 % منها بالقطاع المنزلي.
في حديثه لنا يقول مدير احد شركات القطاع الخاص المهندس محمد الشمري إن هذه الارقام تكشف عن حجم الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة والتوجه للاستفادة من خلال الاقبال على استخدام انظمة الطاقة الشمسية، ويعتبر عدد الشركات كبيراً نسبة الى عدد السكان في الاردن.

ويبين الشمري ان هناك معيقات لانتشار تلك الانظمة في الاردن تتمثل في عدم توفر اسطح ومساحات مناسبة لتركيبها كالشقق والاسواق المستأجرة، كما اثر ارتفاع اسعارها من بلد المنشأ في عام واحد بنسبة 25% وتكلفة الشحن العالية، اضافة الى ضُعف القوة الشرائية لدى المواطن الاردني وعدم توفر التمويل الحكومي المناسب ما شكل اعباء اضافية تعمل على تثبيط الاقبال عليها.

ومما زاد الامر سوءا بحسب الشمري فرض الحكومة ضريبة جديدة على مستخدمي الانظمة من خلال دفع دينارين عن كل كيلو واط من قدرة النظام شهرياً وعدم ادخالهم ضمن الشريحة المدعومة.

ويضيف الشمري ان الشركة التي يديرها بدأت العمل منذ عام 2017 وتقدم خدمات تركيب انظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية والصيانة والتشغيل والتدقيق الطاقي اضافة الى تنظيم الدورات التدريبية، إذ انطلقت الشركة من تنفيذ المكرمة الملكية بتركيب 168 نظاما منزليا تحت اشراف الجمعية الملكية العلمية.

وفيما يخص شكاوي مواطنين من ارتفاع فواتيرهم من مالكي انظمة الطاقة الشمسية المقدمة من المكرمة وبعض الجمعيات التعاونية، قال الشمري ان تلك الانظمة ذات قدرة محدودة تصل الى 2 كيلو واط، وبالتالي تناسب الاستخدام العادي والقليل؛ الا أن بعض المواطنين بادروا بزيادة احمال منازلهم من خلال تركيب انظمة التكيف وغيرها من الاجهزة فوق قدرة النظام، الامر الذي رتب عليهم فواتير مرتفعة.

ويشير الشمري الى دراسات اثبتت ان الاردن جيد في نسبة الاشعاع الشمسي وان محافظة معان عاصمة الشمس في العالم بفعل الاشعاع العالي، كما ان درجة الحرارة المنخفضة والرطوبة القليلة عوامل تشكل بيئة مناسبة لكفاءة الانظمة الكهروضوئية، اضافة الى ان معظم المنازل في معان اسطحها منفصلة وبذلك تكون مساحتها مناسبة لتركيب الانظمة، لافتا الى انه يُفضل استخدام الانظمة المرتبطة بالشبكة كون المملكة الاردنية مغطاة بالشبكة الكهربائية بنسبة 99.7 %، وفق قوله.

وعن التشجيع لاستخدام الانظمة يقول الشمري إن الشركات تقدم كفالة على معدات الانظمة تصل الى عشر سنوات، وتعمل على توعية المواطنين وارشادهم لتركيبها، خاصة من اصحاب الفواتير العالية واصحاب المحلات التجارية، كما ان كوادر الشركات محلية ويتم التصميم والتركيب باشراف هندسي، وانه يمكن نقل النظام من مكان لآخر.

رئيس لجنة الطاقة النيابة النائب فراس العجارمة ورئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن حسين اللبون

ويطالب رئيس لجنة الطاقة والثروة المعدنية النيابية النائب فراس العجارمة عبر وسائل اعلام محلية بإلغاء الضريبة على مستخدمي انظمة الطاقة المتجددة وشمولهم بالتعرفة المدعومة، مبينا ان شمول اصحاب الانظمة ذات قدرة 3.6 كيلو واط والاقل منها غير منصف لأن معظم مالكي انظمة الطاقة الشمسية يمتلكون الانظمة ذات القدرة الاعلى ومن المجحف بحقهم عدم شمولهم بالدعم.

وقدمت اللجنة توصيات بعدم المساس بالمشتركين المشغلين لأنظمة الطاقة الشمسية كون هناك عقداً بينهم وبين الحكومة وفق شروط معينة حسب العجارمة، وان الحكومة ضربت بعرض الحائط تلك التوصيات، كما ان فرض دينارين على المواطن وهو الحلقة الاضعف دليل على فشل القائمين على ادارة ملف الطاقة ومن التناقض عدم فرض تلك الضريبة على المشاريع الكبرى التي تنتج 50 ميغا واط.

بينما يرد رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن حسين اللبون انه  ” في حال وصول مشتركي أنظمة الطاقة المتجددة 2 – 3 ملايين مشترك وحتى يكون النظام الكهربائي قادرا على استيعابهم فنيا، فيجب أن تكون هناك استثمارات بالنظام الكهربائي لاستيعاب الأعداد الإضافية، وإن الهيئة تدرس حاليا مع مستشارين خارجيين توسيع  أنظمة التخزين لاستيعاب الطاقة المتجددة بشكل أوسع، كما أنه خلال فترة عيد الفطر الماضي تم فصل أنظمة طاقة متجددة عن الشبكة بسبب عدم قدرة النظام الكهربائي على استيعابها.

صندوق الطاقة المتجددة وتشريعاتها

أطلق صندوق الطاقة المتجددة في وزارة الطاقة المرحلة الثانية من برنامج الدعم الوطني للقطاع المنزلي بأنظمة الخلايا الشمسية والسخان الشمسي، ووقع وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة مع ممثلي عدد من البنوك اتفاقيات تهدف لاتاحة الاستفادة من البرنامج من خلال برامج التقسيط الميسرة لتسهيل حصولهم على التمويل اللازم لتركيب انظمة الطاقة المتجددة، وفقاً لما نشر على وكالة الانباء الاردنية بترا.

واوضح المدير التنفيذي لصندوق الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة عبر برنامج صوت المملكة رسمي حمزة ان الحكومة تقدم منحة لتركيب أنظمة خلايا شمسية وتركيب سخانات شمسية، مشيرا إلى أن اللجوء للاستفادة من أنظمة الطاقة المتجددة ما زال مجديا بشكل كبير للمواطنين، خاصة وأن متوسط فواتير العائلات الأردنية 50-60 دينارا شهريا، وهنا ستعود الفاتورة لدون 15 دينارا، وان الدعم الحكومي نسبته 30%، ويعادل نحو 700 دينار من النظام المطروح للتركيب اليوم.

ويبين الخط الزمني التالي ابرز تشريعات الطاقة المتجددة مرفق بها روابط القوانين كاملة المنشورة على الجريدة الرسمية حسب ما نشر عبر المواقع الرسمية.

اضغط على الرابط لمشاهدة الخط الزمني https://cutt.us/ZAago

اعداد الطالب: براء صلاح

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *